التصاقات الرحم: أسبابها وعلاجها

التصاقات الرحم

تُعتبر التصاقات الرحم واحدة من المشكلات الصحية النسائية الشائعة والتي قد تؤثر على جودة حياة المرأة وغالبًا ما تثير القلق والاهتمام. 

تنشأ هذه الالتصاقات نتيجة اندماج جدران الرحم بشكل غير طبيعي مع بعضها البعض ومع الأنسجة المحيطة، مما يخلق ندبات وعروقاً مزعجة، وهذا بدوره يؤثر بشكل كبير على مرونة ووظائف الرحم.

يقوم الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم في هذا المقال بذكر أسباب التصاقات الرحم، وكيفية التعرف عليها، وأهمية العلاج المبكر لضمان صحة ورفاهية المرأة.

أعراض التصاقات الرحم

التصاقات الرحم قد لا تسبب أي أعراض في بعض الحالات، ولكن عندما تظهر الأعراض، قد تشمل:

ألم في منطقة الحوض

قد يكون الألم متفاوت الشدة، فالبعض قد يشعر بتشنجات شديدة أو آلام في الحوض قد تزيد أو تنخفض مع الدورة الشهرية.

تغيرات في النزيف الشهري

البعض قد يعاني من وجود دورات شهرية خفيفة جدًا، والبعض الآخر قد يعاني من نزيف غير طبيعي في الرحم بالإضافة إلى أنه قد يحدث نزيف بين الدورات الشهرية.

صعوبة في حدوث الحمل

الالتصاقات الرحمية قد تعوق الحركة الطبيعية للرحم وتحد من قدرته على استقبال وتطوير الجنين، مما يجعل الحمل أكثر صعوبة.

الإجهاض المتكرر

في بعض الحالات، قد تكون الالتصاقات الرحمية سببًا في الإجهاض المتكرر.

أسباب التصاقات الرحم

يمكن أن تحدث التصاقات الرحم لعدة أسباب، تشمل ما يلي:

إجراء عمليات جراحية سابقة

أي نوع من العمليات التي تجرى على الرحم يمكن أن يزيد من خطر تكون الالتصاقات، ومن أبرز أنواع العمليات التي قد تؤدي لذلك ما يلي:

  • العملية القيصرية.
  • إجراءات تنظير الرحم (Hysteroscopy).
  • تصحيح الأورام الرحمية أو استئصال الأورام.
  • إجراءات الإجهاض الداخلي.

العدوى أو التهابات الرحم والأنسجة المحيطة

التهابات مثل التهاب الرحم، أو التهابات المبايض، أو التهاب الأنابيب الداخلية قد تزيد من خطر تكون التصاقات الرحم.

التعرض للإصابات أو الصدمات

تؤدي حوادث الصدمة أو الإصابات التي تؤثر على منطقة الحوض في بعض الأحيان إلى زيادة خطر تكون الالتصاقات.

العلاج الإشعاعي

العلاج الإشعاعي الذي يستخدم في حالات مثل سرطان عنق الرحم قد يؤدي في بعض الأحيان إلى ظهور أنسجة ندبية في الرحم.

هل التصاقات الرحم حالة وراثية؟

الالتصاقات الرحمية ليست حالة وراثية بشكل عام، وهذا يعني أنه يتم الإصابة بهذه الحالة من خلال شيء يحدث (كأثر جانبي لعملية جراحية أو علاج أو عدوى) ولا ينتقل عبر العائلات.

طرق التشخيص

إليك بعض الفحوصات الشائعة التي يمكن استخدامها لتشخيص التصاقات الرحم:

مراجعة التاريخ الطبي وإجراء الفحص السريري

يبدأ التشخيص بجمع تاريخ مرضي مفصل ثم إجراء فحص سريري لتقييم الأعراض والعلامات المرافقة للالتصاقات الرحمية.

التصوير بالموجات فوق الصوتية

يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتقييم هيكل وحجم الرحم والكشف عن وجود التصاقات أو أي تغيرات في تكوين الرحم.

التصوير بالرنين المغناطيسي

يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا مفصلة للرحم ويمكن استخدامه للتأكيد على وجود التصاقات وتحديد موقعها وحجمها.

تنظير الرحم

يعد من أبرز الطرق لتشخيص التصاقات الرحم، حيث أنه يتم إدخال المنظار إلى تجويف الرحم للفحص المباشر والتقييم المرئي للالتصاقات، ويمكن أيضًا استخدامه لإجراء إجراءات علاجية مباشرة.

اختبار التصاق الرحم 

يتم خلال هذا الاختبار حقن مادة ملونة خاصة في تجويف الرحم، ثم يتم أخذ أشعة الأشعة السينية للكشف عن أي تغيرات في شكل ووظيفة التجويف وتحديد ما إذا كان يوجد التصاقات أم لا. 

فحوصات هرمونية

في بعض الحالات، قد تكون الفحوصات الهرمونية ضرورية لاستبعاد الأسباب الهرمونية الأخرى التي قد تؤدي إلى التغيرات في الرحم أو الأنسجة المحيطة.

كيف يتم علاج التصاقات الرحم؟

يؤكد د. فراس أن الهدف الرئيسي من العلاج هو إزالة الأنسجة الندبية وإعادة الرحم إلى حجمه وشكله الأصلي، بالإضافة إلى ذلك أنه يمكن أن يساعد العلاج في:

  • تخفيف الألم.
  • استعادة الدورة الشهرية الطبيعية.
  • زيادة فرص الحمل المستقبلية.

أما بالنسبة للإجراءات العلاجية فقد تشمل عدة خطوات وأساليب، يمكن ذكرهم على النحو التالي:

عملية تنظير الرحم لإزالة التصاقات الرحم

يعتبر تنظير الرحم هي الطريقة الرئيسية لعلاج التصاقات الرحم، حيث أنه تتم إزالة الأنسجة الندبية بعناية فائقة خلال هذا الإجراء.

إليك خطوات الإجراء:

  • يجرى التنظير عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام حسب حالة المريضة وتفضيلات الطبيب.
  • يقوم الطبيب بإدخال المنظار إلى تجويف الرحم من خلال المهبل.
  • يتم من خلال المنظار تقييم شدة الالتصاقات وموقعها داخل تجويف الرحم.
  • يتم استخدام أدوات خاصة لإزالة الالتصاقات بعناية دون إلحاق الضرر بأنسجة الرحم. 
  • بعد إزالة الالتصاقات، يتم فحص تجويف الرحم مرة أخرى للتأكد من إزالتهم جميعاً، وتقييم نتائج الإجراء.
  • في نهاية الإجراء، قد يتم دمج العلاجات الهرمونية، مثل الإستروجين، مع إدخال قسطرة داخل الرحم لتبقى هناك لعدة أيام، فهذا يقلل من فرصة تكون الأنسجة الندبية مجددًا بعد العملية. 

يساعد الإستروجين في تعزيز شفاء بطانة الرحم، بينما تعمل القسطرة على توفير حاجز فيزيائي بين جدران الرحم الأمامية والخلفية، وهذا يمنعها من الالتصاق ببعضها البعض خلال الأيام القليلة التالية. 

الجراحة المفتوحة لـ التصاقات الرحم

في الحالات الشديدة والمعقدة، قد يتطلب العلاج إجراء جراحة مفتوحة لإزالة التصاقات وتحسين تكوين الرحم.

أما بالنسبة لخطوات العملية فهي كالتالي:

  • يتم تخدير المريضة تخديرًا عامًا لضمان الراحة وعدم الشعور بالألم.
  • يتم فتح جرح صغير في البطن للوصول إلى الرحم وتحديد موقع وشدة الالتصاقات.
  • يقوم الطبيب بإزالتهم بعناية دون إلحاق الضرر بأنسجة الرحم الصحية والسليمة.
  • بعد إزالة التصاقات، يُمكن للجراح إجراء تدخلات إضافية لتحسين تكوين ووظيفة الرحم إذا كان ذلك ضروريًا.
  • يُقدم الطبيب توجيهات خاصة بالرعاية اللاحقة للجرح الجراحي ويوصي بالمضادات الحيوية لمنع العدوى وتسريع عملية الشفاء.

العلاج الهرموني

قد يستخدم العلاج الهرموني في بعض الحالات لتحسين الظروف داخل الرحم وتقليل خطر إعادة تكون الالتصاقات.

هل يمكن الحمل بعد علاج التصاقات الرحم؟

في كثير من الحالات، نعم، يمكن الحمل بعد العلاج، خاصة إذا كانت الالتصاقات هي السبب الرئيسي لتأخر الحمل فعلاجها يساعد في تحسين فرص الحمل حتى الولادة.

هل تسبب التصاقات الرحم الإجهاض؟

نعم، الالتصاقات قد يكون لها تأثير على صحة الحمل وتزيد من خطر الإجهاض، فهي تتسبب في وجود مساحة أقل داخل الرحم، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل أثناء الحمل لأن الرحم يحتاج إلى استيعاب الطفل المتنامي. 

لذا، يجب على كل امرأة البحث عن الرعاية الطبية المناسبة والاستشارة مع الطبيب في حالة وجود أي قلق أو شكوك بشأن صحة الرحم والحمل، لضمان الكشف المبكر عن التصاقات الرحم وتوفير العلاج المناسب والدعم اللازم.

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-b). Asherman’s Syndrome. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16561-ashermans-syndrome
  2. What is Asherman Syndrome? (2023, May 19). WebMD. https://www.webmd.com/women/what-is-asherman-syndrome
  3. Asherman’s Syndrome. (n.d.). Penn Medicine. https://www.pennmedicine.org/for-patients-and-visitors/patient-information/conditions-treated-a-to-z/ashermans-syndrome
  4. Asherman syndrome: MedlinePlus Medical Encyclopedia. (n.d.). https://medlineplus.gov/ency/article/001483.htm
Tags: No tags

Comments are closed.