لابد وأنك سمعت يومًا ما عن الرحم المقلوب فهو أحد الحالات التي تُصيب حوالي 15-20%من النساء.
ولكن ما هو الرحم المقلوب وهل يؤثر على إمكانية الحمل؟ سيقدم لنا الإجابة الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم في هذا المقال فتابع معنا القراءة.
الرحم المقلوب: ما هو؟
الرحم المقلوب هو ميلان الرحم إلى الخلف باتجاه المستقيم على عكس الوضع الطبيعي للرحم والذي يكون في وضع عمودي ومائلًا بدرجة بسيطة إلى الأمام باتجاه البطن.
هل يؤثر الرحم المقلوب على الحمل؟
لا يؤثر الرحم المقلوب على الحمل ولا يعمل على تأخره في معظم الحالات، فبعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يرتفع الرحم خارج الحوض، ويتخذ خلال الفترة المتبقية من الحمل، الوضعية الطبيعية المائلة للأمام.
ولكن في بعض الحالات قد يؤثر على إمكانية الحمل إذا كان هناك ما يُعيق تحرك الرحم إلى الوضعية الطبيعية مثل وجود التصاقات أو حدوث بطانة الرحم الهاجرة أو الألياف الرحمية.
وفي هذه الحالات يقوم الطبيب بالتركيز على علاج المُسبب الرئيسي الذي يمنع الحمل وليس على ميل الرحم إلى الخلف.
أسباب الرحم المقلوب
قد تظهر هذه الحالة منذ الولادة دون أن تنتج عن أي حالة صحية، ولكن في بعض الأحيان قد تنجم عن حالة صحية أخرى:
التندب أو الالتصاقات
يمكن أن تتسبب الأنسجة الشبيهة بالندبة الناتجة عن العمليات الجراحية السابقة في الحوض (بما في ذلك الولادة القيصرية) أو مرض التهاب الحوض أو غيرها من الالتهابات في التصاق الأنسجة الموجودة في الرحم بأعضاء أخرى، وهذا قد يؤدي بدوره إلى ميلان الرحم إلى الخلف.
الأورام الليفية
الأورام الليفية الرحمية أو غيرها من الأورام الموجودة في الرحم يمكن أن تغير شكل الرحم وموضعه.
بطانة الرحم المهاجرة
في هذه الحالة، تتشكل أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم، و يمكن لهذه الخلايا أن تلتصق بأعضاء أخرى في الحوض وتتسبب في ميل الرحم إلى الخلف.
الولادة
بمجرد الولادة، تتمدد عضلات وأربطة قاع الحوض وتضعف، مما قد يتسبب في ميلان الرحم إلى الخلف.
انقطاع الطمث
تعاني النساء في سن اليأس من ضعف عضلات الحوض بسبب انخفاض هرمون الاستروجين، وبالتالي فإن الأربطة التي تحمل الرحم لا تستطيع دعمه وتتسبب في ميله إلى الخلف.
أعراض الرحم المقلوب
بعض النساء المصابات بالرحم المقلوب لا يعانين من أي أعراض، وهذا يعني بأنهن قد لا يعلمن بإصابتهن إلا عن طريق الصدفة.
ولكن إذا ظهرت الأعراض فهي قد تشمل الآتي:
- ألم شديد خلال فترة الحيض.
- زيادة تكرار التبول أو الشعور بالضغط في المثانة.
- التهابات المسالك البولية
- سلس البول البسيط.
- بروز الجزء السفلي من البطن.
هل تؤثر هذه الحالة على الجماع؟
في بعض الحالات قد لا يتعارض الرحم المقلوب مع عملية الجماع إلا أنّه في حالات أخرى قد يُسبب الانزعاج للمرأة وعدم الراحة والألم خاصًة في وضعيات معينة.
حيثُ قد تشعر المرأة بألم في المهبل أو أسفل الظهر أثناء الجماع.
اقرأ أيضًا: العقم.
العلاج
في معظم الحالات لا يكون هناك حاجة إلى علاج خاصًة إذا كانت بدون أعراض، ولكن
ولكن إذا كان هناك أعراض فيُمكن أن يوصي الطبيب بأحد العلاجات التالية:
ممارسة التمارين
في بعض الأحيان قد يكون الطبيب قادرًا على تعديل وضعية الرحم يدويًا بشكلٍ مستقيم.
وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بعد ذلك بممارسة بعض التمارين التي قد تُساعد على تثبيت موضع الرحم في مكانه الصحيح من خلال تقوية الأربطة والأوتار التي تثبت الرحم في وضع مستقيم.
ومن الأمثلة على التمارين التي قد يوصى بها الآتي:
تمارين كجيل
يمكن ممارسة تمارين كجيل (Kegel Exercise)، لتقوية عضلات الحوض والأربطة، ومن الممكن تحديد عضلات الحوض عن طريق:
- شد العضلات التي تعمل على إيقاف خروج الغازات، أو إيقاف عملية التبول.
- البقاء على هذه الوضعية ثلاث ثوانٍ ثم إرخاء العضلات لثلاث ثوانٍ أخرى، وتكرار الأمر عشر مرات، ويمكن تكرار التمرين ثلاث مرات يومياً لمدة ستة أشهر.
تمارين مد الركبة إلى الصدر
وتتضمن الخطوات التالي:
- الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين والقدمين على الأرض.
- رفع ركبة واحدة ببطء حتى تصل إلى الصدر مع سحبها بلطف بكلتا اليدين.
- الحفاظ على على هذا الوضع لمدة 20 ثانية، ثم يُمكن تحرير الركبة، وتكرار التمرين مع الساق الأخرى.
تمارين الحوض
تعمل هذه التمارين على تقوية عضلات قاع الحوض، وتتضمن خطواتها:
- الاستلقاء على الظهر مع وضع الذراعين على الجانبين في وضع مريح.
- الاستنشاق أثناء رفع الأرداف عن الأرض.
- إنزال الأرداف باتجاه الأرض أثناء الزفير.
- تكرار هذه الحركة 10-15 مرة.
استخدام جهاز فرزجة
الفرزجة هي أداة صغيرة مصنوعة من السيليكون أو البلاستيك، يمكن إدخالها في المهبل لدعم الرحم في وضع مستقيم.
يمكن استخدام الفرزجة بشكلٍ مؤقت أو دائم.
الجراحة
في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإعادة وضع الرحم إلى مكانه الطبيعي، ولتقليل الألم أو التخلص منه
وفي الحقيقة قد يتم تعديل وضعية الرحم وتثبيته من خلال منظار البطن أو المهبل، حيثُ يتم تقصير الأربطة التي تربط الرحم بجدار البطن، ومن ثم تدعيمه.
المراجع:
- Department of Health & Human Services. (n.d.). Retroverted uterus. Better Health Channel. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/retroverted-uterus
- Professional, C. C. M. (n.d.). Retroverted Uterus. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/23426-retroverted-uterus
- Whelan, C. (2019, April 9). What you should know about retroverted uterus. Healthline. https://www.healthline.com/health/womens-health/tilted-uterus#diagnosis