إن فترة الحمل الطبيعية تستمر عادًة لمدة 40 أسبوعًا، خلالها يمر الجنين بفترة نمو، ولكن في بعض الأحيان قد تحدث حالات ولادة قبل اكتمال نمو الجنين وهي ما تعرف بـ الولادة المبكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة قد تؤثر على حوالي 8 من كل 100 طفل، وقد ترتبط بزيادة احتمالية حدوث بعض المضاعفات للطفل، لذلك فهو يحتاج لرعاية خاصة لمساعدته على إكمال نموه وتطوره خارج رحم الأم.
يقدم لنا الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم جميع المعلومات التي ترتبط بـ الولادة المبكرة.
ماذا تعني الولادة المبكرة؟
الولادة المبكرة تعني ولادة الطفل قبل الموعد المحدد لولادته، وعادًة ما تحدث الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل.
وفي الحقيقة يُصنف حديثو الولادة حسب مراحل الولادة المبكرة كما يلي:
- الولادة المبكرة المتأخرة: في هذه الحالة يُولد الطفل بين الأسبوعين 34 و 36 من الحمل.
- الولادة المبكرة المتوسطة: تتم ولادة الطفل بين الأسبوعين 32 و 34 من الحمل.
- الولادة المبكرة جدًا: حيث يولد الطفل بين الأسبوعين 28 و 32 من الحمل.
- الولادة المبكرة للغاية: حيث يُولد الطفل قبل الأسبوع 28 من الحمل.
غالبًا ما تندرج معظم الولادات المبكرة ضمن تصنيف المرحلة الأولى وهي مرحلة الولادة المتأخرة.
اعراض الولادة المبكرة
تساعد معرفة اعراض الولادة المبكرة على التصرف بشكل سريع من خلال مراجعة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، وهذا يُساهم بدوره في الحفاظ على حياة الجنين.
في الواقع يُمكن ملاحظة ظهور اعراض الولادة المبكرة بدايةً من الأسبوع الـ 32 من الحمل، ومن الضروري التواصل مع الطبيب فور ظهورها.
في معظم الحالات يبدأ المخاض المبكر بشكلٍ غير متوقع، وتشمل علاماته:
- الشعور بتقلصات مستمرة تشبه ألم الدورة كل 8 دقائق أو أكثر، لا تختفي مع المشي أو تغيير الوضعية.
- آلام أسفل الظهر قد تكون مستمرة أو متقطعة أي تأتي وتختفي.
- حدوث تغيرات في الإفرازات المهبلية بحيثُ قد تزداد كمياتها، أو تُصبح مائية أو نزول نزيف من المهبل.
- ضغط أسفل الحوض.
قد تتشابه هذه الأعراض مع الأعراض الطبيعية للحمل، مثل آلام الظهر، وبالرغم من ذلك ينبغي مراجعة الطبيب في حال ظهور ظهور أي من الأعراض السابقة.
أسباب وعوامل خطر الولادة المبكرة
في معظم الحالات قد تحدث الولادة المبكرة بدون سبب محدد أو واضح ولكن من الممكن أن تزيد عوامل معينة من خطر الولادة المبكرة.
تشمل بعض عوامل الخطر المرتبطة بحالات الولادة المبكرة:
- الحمل بتوائم.
- أن تكون الفترة بين الحمل والآخر أقل من ستة أشهر، إذ عادًة ما يوصى بالانتظار من 18 إلى 24 شهرًا بين الحمل والآخر.
- الخضوع للعلاجات التي تُساعد على الحمل، بما في ذلك الإخصاب المخبري.
- التعرض لولادة مبكرة في حمل سابق.
- التدخين خلال فترة الحمل.
- المُعاناة من مشاكل في عنق الرحم أو الرحم أو الـمشيمة (مثل قصور المشيمة أو انفصال المشيمة المبكر.).
- بعض حالات العدوى، خاصة عدوى السائل السلوي.
- المشكلات الصحية المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- التعرّض للإصابات.
- النحافة أو الوزن الزائد قبل الحمل.
- الحمل بعد سن 35.
- وجود تاريخ عائلي من الولادات المبكرة.
- السمنة الشديدة أو نقص الوزن الشديد قبل الحمل.
- الحمل بطفل مصاب بعيوب خلقية معينة.
- التعرّض للتوتر والضغط النفسي.
اقرأ أيضًا: التصاقات الرحم.
في أي أسبوع تعتبر الولادة المبكرة آمنة؟
بشكلٍ عام كلما ولد الطفل قبل موعد ولادته المحددة، كلما زاد خطر حدوث مضاعفات صحية.
ولكن تظهر الدراسات أن الطفل الذي ولد في الأسبوع 37 على الأقل من الحمل قد يكون بصحة جيدة وقد يكون خطر المضاعفات أقل.
ما هي المضاعفات الصحية للولادة المبكرة على الطفل؟
عندما يولد الطفل مبكرًا فهذا يعني أن بعض الأعضاء وأنظمة الجسم قد لا تكون جاهزة لدعمه في حياته خارج الرحم، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل صحية.
لذلك غالبًا ما يتم وضع الطفل تحت المراقبة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيثُ يقوم الطبيب بفحصه لتحديد نوع الرعاية التي قد يحتاجها.
بعض الحالات الصحية الأكثر شيوعًا التي تؤثر على الأطفال الخُدّج هي:
- فقر الدم، أو عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة.
- انقطاع النفس الخداجي، أو توقف مؤقت في التنفس.
- خلل التنسج القصبي الرئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية.
- نزيف داخل البطينين، أو نزيف في الدماغ.
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) مما يعني وجود مستويات عالية من البيليروبين في الدم.
- التهاب المعوي القولوني الناخر.
- الإنتان الوليدي، أو عدوى الدم.
- القناة الشريانية السالكة (PDA)، وتعني وجود فتحة دائمة تصل بين الوعاءين الدمويَّين الرئيسيَّين اللذين يخرجان من القلب.
- اعتلال الشبكية الخداجي.
- الشلل الدماغي.
- مشاكل في السمع والرؤية.
- صعوبات التعلم.
- نمو ضعيف.
- مشاكل في التواصل أو التنمية الاجتماعية.
كيف يتم علاج هؤلاء الأطفال؟
غالبًا ما يحتاج الخدج إلى رعاية طبية متخصصة إذ عادًة ما يبقى بعض الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لأسابيع أو أشهر.
يحتاج الأطفال الخدج غالبًا إلى المساعدة فيما يلي:
- عملية التنفس من خلال استخدام جهاز التنفس أو جهاز الضغط الإيجابي المستمر في مجرى التنفس (CPAP).
- التغذية، حيثُ يتم تثبيت أنبوب تغذية يتلقى من خلاله السوائل والعناصر المغذية، ويمكن إرضاعه لبن الثدي لاحقًا من خلال أنبوب.
- وضع الطفل تحت إضاءة معينة لعلاج اليرقان، إذ تساعد هذه الأضواء الجسم على تكسير البيليروبين الإضافي.
- الحفاظ على درجات حرارة الجسم.
عادًة ما يتم تتبُّع المؤشرات الحيوية للطفل مثل ضغط الدم وسرعة القلب والتنفس ودرجة الحرارة.
متى يُمكنني اصطحاب طفلي إلى المنزل؟
إذا حقق الطفل المعايير التالية فقد يُسمح لك باصطحابه إلى المنزل:
- إذا أصبح قادرًا على التنفس من دون مساعدة.
- استقرار درجة حرارة جسمه.
- في حال أصبح قادرًا على الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة بزجاجة الحليب.
- ملاحظة زيادة وزنه بمرور الوقت.
- سلامته من المشكلات الصحية الخطيرة.
هل يمكنك منع الولادة المبكرة؟
لا توجد طريقة معينة لمنع الولادة المبكرة، ولكن يمكنك اتخاذ هذه الخطوات لتقليل خطر الولادة المبكرة:
- تجنب جميع أشكال التدخين خلال الحمل.
- تناولي الأطعمة المغذية والمتوازنة خلال الحمل.
- الحرص على مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الروتينية خاصًة خلال الأشهر 3 الأولى من الحمل.
- الحرص على السيطرة على الحالات الصحية المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- تجنب المواقف التي تسبب التوتر والضغوطات النفسية.
- محاولة الانتظار 18 شهرًا على الأقل بين الحمل والآخر.
المراجع:
- Preterm birth | Maternal and infant health | Reproductive Health | CDC. (n.d.). https://www.cdc.gov/reproductivehealth/maternalinfanthealth/pretermbirth.htm#:~:text
- Premature birth – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2024b, March 22). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/premature-birth/symptoms-causes/syc-20376730
- Professional, C. C. M. (n.d.-r). Preterm birth. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21479-premature-birth
- Healthdirect Australia. (n.d.-c). Premature baby. Pregnancy Birth and Baby. https://www.pregnancybirthbaby.org.au/premature-baby#home