هبوط الرحم، أو تدلي الرحم، هي حالة يحدث فيها انخفاض في الرحم داخل المهبل، مما قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة، بدءًا من الشعور بالثقل أو الضغط في منطقة الحوض، وصولاً إلى مشاكل في التبول أو التبرز.
وفي هذا المقال، يوضح الدكتور فراس الكركي أخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم أبرز علامات هبوط الرحم، كيفية تشخيصها، وأهمية اتخاذ خطوات مبكرة للتعامل معها بفعالية.
ما المقصود بـ هبوط الرحم؟
هبوط الرحم، أو تدلي الرحم، هو حالة طبية تحدث عندما ينزلق الرحم من موضعه الطبيعي إلى الأسفل داخل المهبل أو خارجه بسبب ضعف الأنسجة الداعمة في منطقة الحوض.
ما هي مراحل هبوط الرحم؟
هبوط الرحم يُصنف عادة إلى أربع مراحل، حسب درجة التدلي:
- المرحلة الأولى: يكون الرحم قد بدأ في النزول من موضعه الطبيعي ولكن لا يزال داخل المهبل، وقد لا تظهر أي أعراض ملحوظة في هذه المرحلة.
- المرحلة الثانية: يتدلى الرحم أكثر ويصل إلى فتحة المهبل، وقد تشعر المريضة بضغط في منطقة الحوض أو قد تلاحظ ظهور أنسجة رحمية خارج المهبل.
- المرحلة الثالثة: يبرز الرحم من فتحة المهبل بشكل ملحوظ، مما يسبب أعراضًا أكثر وضوحًا مثل الألم والضغط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في المشي أو القيام بالأنشطة اليومية.
- المرحلة الرابعة: هو تدلي كامل للرحم، حيث يبرز بشكل كبير من المهبل. في هذه المرحلة، قد تكون هناك مضاعفات إضافية مثل التهابات أو صعوبات في التبول.
أسباب هبوط الرحم
تتعدد أسباب هبوط الرحم، ومن أبرزها:
- ضعف عضلات الحوض والأنسجة الداعمة للرحم بسبب العمر أو الولادات المتعددة.
- الولادة الطبيعية المتكررة أو الصعبة قد تؤدي إلى تمدد وضعف عضلات الحوض.
- في بعض الحالات مثل السعال المزمن، الإمساك الشديد، أو حمل أوزان ثقيلة يمكن أن يتم وضع ضغط كبير على عضلات الحوض، مما يؤدي لتدلي الرحم.
- انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث يمكن أن يؤدي إلى ضعف الأنسجة الداعمة للرحم.
- بعض الأمراض المزمنة التي تؤثر على الأنسجة الضامة أو تسبب الضغط على الحوض يمكن أن تسهم في حدوث هبوط الرحم.
من هن النساء المعرضات للإصابة بـ هبوط الرحم؟
من المرجح أن يحدث تدلي أو هبوط الرحم لدى أي امرأة، ولكن بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة أكثر من غيرهن، مثل:
- النساء اللواتي خضعن لولادات طبيعية متكررة، وخصوصاً إذا كانت الولادة مصحوبة بمشاكل مثل التمزقات.
- انقطاع الطمث والتغيرات الهرمونية التي تحدث بسبب انخفاض مستويات الإستروجين يمكن أن تضعف أنسجة الحوض.
- النساء اللاتي يعانين من السمنة والوزن الزائد.
- النساء اللواتي خضعن لجراحة في منطقة الحوض.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بهبوط الرحم.
علامات هبوط الرحم
إذا المريضة تعاني من حالة خفيفة من هبوط الرحم، فقد لا تظهر أي أعراض واضحة، ولكن مع تقدم الحالة وانزلاق الرحم إلى خارج موضعه، قد يضغط على أعضاء الحوض الأخرى، مثل المثانة أو الأمعاء، وهذا يمكن أن يسبب أعراضًا مثل:
- الشعور بالضغط أو الثقل في منطقة الحوض.
- ألم مزمن أو يظهر بشكل متقطع أسفل الظهر.
- صعوبة في التبول، أو الإصابة بسلس البول.
- الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، أو الرغبة المفاجئة في التبول.
- صعوبة التبرز أو الشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بالكامل.
- ظهور كتلة أو انتفاخ في المهبل.
- الشعور بشيء غير مريح أو غريب في المهبل.
- التهاب أو عدوى مهبلية متكررة
- الألم أثناء ممارسة الجماع.
- الأنسجة الرحمية التي تسقط من خلال فتحة المهبل.
ويجدر بالذكر أن الأعراض قد تزداد سوءًا عند الوقوف أو المشي لفترات طويلة أو أثناء السعال والعطس.
كيف يتم تشخيص هبوط الرحم؟
إليك طرق تشخيص هبوط الرحم:
مراجعة التاريخ الطبي
يبدأ الطبيب بسؤال المريضة عن الأعراض والتاريخ الطبي، بما في ذلك أي ولادات سابقة، أو مشاكل صحية متكررة، أو حالات طبية مزمنة.
الفحص السريري
يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني، قد يتضمن:
- فحص الحوض: حيث يقوم الطبيب بفحص المنطقة لتحديد وجود أي انزلاق أو بروز للرحم. قد يُطلب من المريضة تغيير وضعيات مثل السعال أو الوقوف لتقييم تأثير الجاذبية على الأعراض.
- فحص الرحم والمهبل: لتحديد موضع الرحم ومراقبة أي علامات تدل على التغيرات في الأنسجة.
الفحوصات التصويرية
تتضمن:
- الأشعة السينية: قد تُستخدم لتقييم الأنسجة المحيطة بالرحم.
- الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند): لتصوير الرحم والأعضاء الأخرى في الحوض.
طرق علاج تدلي الرحم
علاج هذه الحالة يعتمد على شدة الحالة والأعراض التي تعاني منها المرأة، ولكن يشمل العلاج عادةً الخيارات التالية:
الإجراءات غير الجراحية
تتضمن:
- تمارين تقوية عضلات الحوض: تُعرف بتمارين كيجل، وتساعد على تقوية عضلات الحوض ودعم الرحم، وقد يكون هذا هو العلاج الوحيد المطلوب في الحالات الخفيفة من هبوط الرحم
- تعديل نمط الحياة: مثل الحفاظ على وزن صحي وتجنب رفع الأثقال الثقيلة لتقليل الضغط على الحوض.
- التحاميل المهبلية: هي أجهزة مطاطية أو بلاستيكية على شكل حلقة دائرية توضع حول الجزء السفلي من الرحم أو تحته. تساعد هذه التحاميل في دعم الرحم وإبقائه في مكانه.
الإجراءات الجراحية
تشمل ما يلي:
إصلاح هبوط الرحم (الجراحة الترميمية)
يتضمن هذا الإجراء عمليات جراحية تهدف إلى إعادة الرحم إلى موضعه الطبيعي وتعزيز الأنسجة المحيطة به من خلال تصحيح وضع الرحم المائل أو الملتصق لاستعادة وظيفته الطبيعية وتقليل الأعراض المرتبطة بالهبوط.
استئصال الرحم
هو إجراء جراحي يتضمن إزالة الرحم بالكامل. يُوصى بهذا الخيار عادةً في حالات هبوط الرحم الشديدة أو عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة.
يتم استئصال الرحم كحل دائم لتخفيف الأعراض المرتبطة بالهبوط بشكل نهائي، وعادةً ما يكون خيارًا للنساء اللواتي لا يرغبن في الحفاظ على القدرة على الحمل أو اللاتي لا يفيدهن العلاج غير الجراحي.
وبشكل عام، تحديد أفضل طريقة للعلاج يتطلب استشارة طبيب متخصص لتقييم الحالة بشكل فردي وضمان اختيار الخيار الأكثر فعالية وفقاً لاحتياجات المريضة.
ما مدى خطورة تدلي الرحم؟
يمكن أن يؤدي هبوط الرحم إلى تعطيل الأنشطة الطبيعية بالإضافة إلى الشعور بعدم الراحة. ولكن الحالات الخفيفة، قد لا يتطلب الأمر علاجًا أو يسبب أي إزعاج كبير، وفي الحالات الشديدة، قد تصبح عملية التبول أو التبرز صعبة.
بشكل عام، هذه المشكلة تتعلق بجودة الحياة، ويقوم الطبيب بعلاجها عندما تبدأ الأعراض في التأثير على الحياة اليومية.
هل يعود تدلي الرحم مرةً أخرى بعد العلاج؟
غالبًا ما يكون علاج هبوط الرحم فعالاً، ولكن في بعض الأحيان، قد تعود الحالة مرة أخرى، وهو ما يحدث بشكل أكثر شيوعًا في الحالات التالية:
- إذا كان هبوط الرحم حادًا جدًا.
- إذا كانت المريضة تعاني من السمنة.
- عمر المريضة أقل من 60 عام.
اقرأ أيضًا: الألياف الرحمية
المصادر:
- Uterine prolapse. (2024, May 1). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16030-uterine-prolapse
- Uterine prolapse – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022b, September 8). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/uterine-prolapse/symptoms-causes/syc-20353458