عملية تنظيف الرحم ما هي؟ ولماذا تجرى؟

عملية تنظيف الرحم

تعتبر عملية تنظيف الرحم إجراءً جراحيًا هامًا يتم في بعض الحالات لتنظيف الرحم من بقايا الأنسجة أو الجنين بعد الإجهاض أو الولادة.

تعتبر هذه العملية ضرورية في بعض الحالات للحفاظ على صحة المرأة والوقاية من المضاعفات الصحية المحتملة. 

في هذا المقال، يوضح الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم تفاصيل عملية تنظيف الرحم وأهميتها، بالإضافة إلى العوامل التي تستدعي إجراؤها والاستعدادات اللازمة قبل الخضوع لها.

ما المقصود بعملية تنظيف الرحم؟

عملية تنظيف الرحم والمعروفة أيضًا باسم إجراء التوسيع والكشط (Dilation and Curettage) هو إجراء يقوم به الطبيب لتنظيف الرحم من أي بقايا لأنسجة الجنين أو أنسجة الرحم.

ويمكن تعريف إجراء التوسيع والكشط على النحو التالي:

توسيع عنق الرحم

توسيع عنق الرحم هو إجراء يهدف إلى توسيع فتحة عنق الرحم بشكل كافٍ لضمان سهولة إدخال الأدوات الطبية الخاصة، وذلك لتنظيف الرحم بشكل فعال دون إحداث ضرر للأنسجة الرحمية المحيطة.

يتم استخدام هذا الإجراء في عدة حالات، مثل عمليات الإجهاض، أو عمليات تنظيف الرحم بعد الولادة.

عملية كشط الرحم

عملية كشط الرحم، عبارة عن إجراء جراحي يُستخدم في عمليات تنظيف الرحم. 

حيث أنه خلال هذه العملية، يتم توسيع فتحة عنق الرحم ثم استخدام أداة تساعد على كشط الطبقة الداخلية من جدار الرحم، وإزالة الأنسجة غير المرغوب فيها بعناية.

لماذا تجرى عملية تنظيف الرحم؟

عملية تنظيف الرحم تُجرى لأسباب متعددة، تتضمن:

إزالة الأنسجة من الرحم

عندما يتعرض الرحم لعملية إجهاض أو ولادة، قد يتبقى بقايا من الأنسجة داخل الرحم، وبالتالي إذا لم يتم تنظيف الرحم فقد تزداد فرص حدوث مضاعفات صحية، مثل: العدوى أو النزيف غير المنتظم.

تشخيص بعض الأمراض والحالات الصحية

من الممكن أن تستخدم عملية تنظيف الرحم أحيانًا لغرض التشخيص، وذلك من خلال فحص بطانة الرحم للتحقق من وجود أي تغييرات غير طبيعية. 

فالتحقق من الحالات التي قد تكون مصدر قلق، مثل: أورام الرحم أو الالتهابات التي تصيب بطانة الرحم، يعتبر جزءًا مهمًا من عملية تنظيف الرحم.

بالإضافة إلى أن هذا الفحص قد يكون ضروريًا في حالات مثل النزيف الغير طبيعي، أو الألم المستمر في منطقة الحوض، أو لتحديد سبب عدم الإنجاب.

علاج بعض الحالات الصحية

في بعض الحالات، قد يتم استخدام عملية تنظيف الرحم كجزء من العلاج لحالات معينة مثل التهاب بطانة الرحم أو تضخم بطانة الرحم.

جزء من عمليات جراحية أخرى

يمكن أن يتم تنظيف الرحم جزء من عملية جراحية أخرى، مثل استئصال الأورام الليفية الرحمية أو إصلاح تشوهات الرحم.

أو يمكن إجراؤه بالتزامن مع إجراء آخر يُسمى تنظير الرحم، حيث أنه يتم البحث عن أي سلائل أو يتم أخذ عينات من النسيج عند الحاجة.

وبشكل عام، تذكر أنه يعتمد أهمية إجراء تنظيف الرحم على حالة المريضة والأسباب التي تستدعي إجراء العملية، ويجب أن يقرر الطبيب المختص الأنسبية وضرورة الإجراء بناءً على تقييم شامل للحالة الصحية والتاريخ الطبي للمريضة.

ما المتوقع قبل عملية تنظيف الرحم؟

قبل إجراء تنظيف الرحم، من المتوقع أن تتلقى المريضة تعليمات مهمة من قبل الطبيب، قد تشمل:

  • إخبار الطبيب في حال وجود شكوك من حدوث الحمل.
  • عدم تناول الطعام أو السوائل لمدة محددة، وذلك للتأكد من أن المعدة فارغة تمامًا قبل العملية.
  • التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل الإجراء، خاصة تلك التي قد تسبب النزيف خلال العملية.
  • من الممكن أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية لتليين وتوسيع عنق الرحم قبل العملية، سواءً عن طريق استخدام عصا اللاميناريا أو من خلال دواء الميزوبروستول.

طريقة إجراء عملية تنظيف الرحم

تتضمن العملية عدة خطوات تشمل:

  • يتم تخدير المريضة إما تخدير عام أو تخدير موضعي أو تخدير نصفي حسب تفضيلات المريضة والطبيب.
  • يقوم الطبيب بتوسيع عنق الرحم اما عن طريق المنظار أو عن طريق عصا اللاميناريا.
  • ثم يستخدم الطبيب الموسعات، وهي عبارة عن قضبان معدنية رفيعة تبدأ صغيرة ثم يزيد قطرها تدريجيًا.

تساعد على تمديد عنق الرحم بلطف حتى يصبح عريضًا بما يكفي لاستيعاب الأدوات التي يحتاجها الطبيب لإكمال الإجراء.

  • بعد التوسيع، يتم استخدام أداة كاشطة لإزالة البقايا الجزئية أو الكاملة للجنين أو المشيمة أو الأنسجة الرحمية غير المرغوب فيها.
  • في بعض الحالات، قد يتم استخدام جهاز شفط رفيع لإزالة أي أنسجة متبقية، وقد يتم أخذ عينة من هذه الأنسجة وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.

كم يستغرق الإجراء؟

يستغرق الإجراء نفسه حوالي 5 – 10 دقائق، ولكن العملية برمتها قد تستغرق وقتا أطول بسبب تلقي التخدير والاستعدادات الأخرى. 

ستحتاج المريضة أيضًا إلى الانتظار في غرفة الإنعاش لبضع ساعات بعد الإجراء قبل العودة إلى المنزل.

ماذا يحدث بعد الانتهاء من عملية تنظيف الرحم؟

بعد إجراء تنظيف الرحم، من المتوقع أن تعاني المريضة من:

  • تقلصات خفيفة ونزيف خفيف لبضعة أيام، وينصح في هذه الحالة باستخدام الفوط الصحية بدلاً من السدادات القطنية. 
  • عدم ممارسة الجنس والانتظار حتى ينغلق عنق الرحم ويعود إلى حجمه الطبيعي لتجنب خطر العدوى.

والأفضل الانتظار حتى يخبر الطبيب أنه من الآمن القيام بذلك، وعادةً ما يكون ذلك بعد حوالي أسبوع من الإجراء. 

ما هي مدة التعافي من عملية تنظيف الرحم؟

يختلف وقت التعافي من مريضة لأخرى اعتمادًا على سبب العملية، ولكن يمكن للمعظم العودة إلى أنشطتهم العادية في غضون خمسة أيام أو أقل. 

هل يؤثر إجراء تنظيف الرحم على الدورة الشهرية أو الحمل؟

بعد إجراء العملية، قد تكون الدورة الشهرية التالية مبكرة أو متأخرة، وذلك لأنه من غير المعروف المدة التي ستستغرقها بطانة الرحم لتتجدد مرة أخرى.

أما إذا كانت العملية بسبب الإجهاض، فيفضل التحدث مع الطبيب حول الوقت الآمن لاستئناف محاولة الحمل مرة أخرى. 

في بعض الحالات، يوصى بمرور دورتان أو ثلاث دورات شهرية على الأقل قبل محاولة الحمل.


في الختام، يظهر أن عملية تنظيف الرحم تمثل خطوة مهمة في رحلة العلاج والتعافي، وبفضل الرعاية الطبية الملائمة، يمكن للمرأة تجاوز هذه المرحلة بسلاسة وثقة.

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-a). Dilation and Curettage (D & C). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/procedures/dilation-and-curettage
  2. Dilation and curettage (D&C) – Mayo Clinic. (2023, November 7). https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/dilation-and-curettage/about/pac-20384910
  3. Dilation and curettage (D and C). (2021, August 8). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/dilation-and-curettage-d-and-c
Tags: No tags

Comments are closed.