يُعد تمزق أو انفجار كيس المبيض من الحالات الصحية المفاجئة التي قد تُسبب آلامًا شديدة وأعراضًا مقلقة، وقد تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً. لذلك، من المهم أن تتعرفي على العلامات التي قد تشير إلى حدوث هذه الحالة، ومتى يجب اللجوء إلى الطوارئ.
ما هو كيس المبيض؟
كيس المبيض هو تجويف مملوء بالسوائل يتشكل داخل المبيض أو على سطحه. غالبًا ما يكون الكيس غير ضار ويزول تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج. لكن في بعض الحالات، قد يتمزق الكيس، مما يؤدي إلى تسرب محتواه داخل البطن ويُسبب أعراضًا متفاوتة في الشدة.
الأعراض التي قد تدل على انفجار كيس المبيض
عند تمزق الكيس، قد تعاني المرأة من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
ألم حاد ومفاجئ في الحوض
يُعتبر الألم المفاجئ في أسفل البطن أو في أحد الجانبين من أبرز العلامات، وغالبًا ما يظهر بشكل مفاجئ أثناء نشاط بدني، أو في أثناء العلاقة الحميمة، أو حتى خلال الراحة.
انتفاخ أو امتلاء في البطن
قد يصاحب الألم شعور بانتفاخ في البطن، أو إحساس بالضغط والثقل، نتيجة لتراكم السوائل أو النزيف.
نزيف مهبلي غير مبرر
قد يظهر نزيف خفيف إلى متوسط خارج أوقات الدورة الشهرية، ويكون مصحوبًا بتقلصات أو ألم في الحوض.
غثيان أو قيء
نتيجة الألم الشديد أو التهيّج الداخلي، قد تشعر المصابة بالغثيان أو التقيؤ، خاصة إذا كان الكيس كبيرًا أو ناتجًا عن حالة مرضية مزمنة مثل بطانة الرحم المهاجرة.
ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة
في حال حدوث التهاب ناتج عن تسرب محتوى الكيس إلى تجويف البطن، قد ترتفع درجة حرارة الجسم، وتظهر أعراض تشبه الحمى.
تسارع ضربات القلب أو دوخة
في الحالات التي يحدث فيها نزيف داخلي كبير، قد تعاني المرأة من انخفاض ضغط الدم، وتسارع في النبض، ودوخة شديدة أو حتى فقدان الوعي.
متى يجب التوجه إلى الطبيب؟
يُوصى بطلب العناية الطبية الفورية في حال ظهور الأعراض التالية:
- ألم مفاجئ وحاد في منطقة الحوض لا يتحسن.
- نزيف مهبلي غير طبيعي مع الشعور بألم.
- دوخة شديدة أو إغماء.
- ارتفاع في الحرارة أو علامات التهاب.
- أعراض غير معتادة بعد تشخيص وجود كيس مبيضي سابقًا.
ما هي المضاعفات إذا لم يتم علاج انفجار كيس المبيض؟
تمزق كيس المبيض قد يؤدي إلى:
- نزيف داخلي شديد، قد يُشكّل خطرًا على الحياة في حال لم يُعالج بسرعة.
- التهاب في تجويف البطن، نتيجة لتسرب محتويات الكيس والتسبب في تهيّج الأنسجة.
- تشكل التصاقات داخل الحوض، مما قد يؤثر على الخصوبة.
- ضرر دائم في المبيض في حال كانت الحالة شديدة أو متكررة.
كيف يتم علاج انفجار كيس المبيض؟
يعتمد العلاج على شدة الحالة ومدى تطورها، ويشمل:
المراقبة والعلاج الداعم
في الحالات الخفيفة، يتم الاكتفاء بالراحة التامة، وشرب السوائل، وتناول مسكنات آمنة مثل الباراسيتامول. كما يتم مراقبة الأعراض وإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية لمتابعة تطور الحالة.
الأدوية
في حال الاشتباه بوجود عدوى، قد يصف الطبيب مضادات حيوية. كما يمكن استخدام حبوب منع الحمل لاحقًا للوقاية من تشكل أكياس جديدة، خاصة لدى من تعانين من أكياس مكررة.
التدخل الجراحي
إذا كان هناك نزيف حاد أو أعراض مقلقة لا تتحسن، قد يُوصى بالتدخل الجراحي، ويشمل:
- تنظير البطن: يُستخدم لإزالة بقايا الكيس أو وقف النزيف، ويُعتبر أقل تدخلًا من الجراحة المفتوحة.
- الجراحة التقليدية: في حالات النزيف الكبير أو الانثقاب، قد يحتاج الطبيب لإجراء جراحة أكبر، وقد يتم خلالها استئصال الكيس أو حتى جزء من المبيض في الحالات المتقدمة.
هل يمكن الوقاية من تمزق كيس المبيض؟
رغم أنه لا يمكن منع كل حالات تشكّل الأكياس، إلا أن الكشف الدوري، خاصة لدى النساء المعرضات لذلك، يمكن أن يساعد في اكتشافها مبكرًا. كما أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية قد يُقلل من خطر ظهورها أو انفجارها.
الخلاصة
انفجار كيس المبيض هو حالة طبية قد تكون مؤلمة ومقلقة، لكنها قابلة للعلاج في معظم الحالات إذا تم التعامل معها مبكرًا. الانتباه للأعراض، والمتابعة الطبية المستمرة، هما مفتاح الوقاية من المضاعفات. لا تترددي في مراجعة الطبيب إذا شعرتِ بأي من الأعراض السابقة، فالتشخيص السريع قد يُحدث فرقًا كبيرًا في سلامتك وجودة حياتك.
قد يهمك: هل من الممكن حدوث حمل مع ارتفاع هرمون الحليب؟
المراجع: