يُعد نزيف الرحم غير الطبيعي من أبرز المشكلات الصحية التي تواجه النساء في مختلف المراحل العمرية. تختلف أسبابه من حالة لأخرى، لكن الأعراض قد تكون مزعجة ومقلقة، وتؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية والصحة العامة. التعرّف المبكر على هذه الأعراض يُساعد في التدخل العلاجي الفعّال وتجنّب المضاعفات.
ما المقصود بنزيف الرحم؟
نزيف الرحم هو أي نزيف مهبلي يحدث في غير وقت الدورة الشهرية الطبيعية، سواء من حيث الكمية أو المدة. قد يظهر على شكل نزف بين الدورات، أو بعد الجماع، أو حتى بعد انقطاع الطمث (سن اليأس).
وقد يكون السبب هرمونيًا، أو نتيجة اضطرابات عضوية مثل الأورام الليفية أو مشاكل في بطانة الرحم.
الأعراض الشائعة لنزيف الرحم
1. غزارة الحيض بشكل غير معتاد
إذا لاحظتِ أن دم الحيض أصبح غزيرًا أكثر من المعتاد، بحيث يتطلب تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو ساعتين، أو ترافق مع نزول جلطات دموية كبيرة، فذلك يُعد مؤشرًا واضحًا على نزيف غير طبيعي.
2. النزيف بين الدورات الشهرية
ظهور بقع من الدم أو نزف واضح خارج أوقات الدورة المعتادة يُشير إلى خلل في انتظام الدورة أو مشكلة في بطانة الرحم.
3. النزيف بعد العلاقة الحميمة
يمكن أن يكون هذا النوع من النزيف علامة على وجود التهابات، أو سلائل رحمية، أو مشاكل في عنق الرحم مثل التآكل أو الأورام.
4. النزيف بعد سن اليأس
أي نزيف مهبلي يحدث بعد انقطاع الطمث (مرور 12 شهرًا دون دورة) يُعتبر غير طبيعي ويجب تقييمه طبياً، إذ قد يرتبط بحالات خطيرة مثل الأورام.
5. طول مدة الدورة الشهرية
إذا استمر نزف الحيض أكثر من 7 أيام بشكل متكرر، فقد يشير ذلك إلى مشكلة تحتاج لتقييم، مثل خلل هرموني أو وجود أورام في الرحم.
6. عدم انتظام الدورة الشهرية
الفترات غير المنتظمة، أو تباعد أو تقارب مواعيد الحيض، قد تكون مؤشرًا على اضطرابات هرمونية، أو تكيسات مبيضية، أو مشاكل في الغدة الدرقية.
أعراض مصاحبة يجب الانتباه لها
بعض النساء يعانين من أعراض إضافية مع النزيف، وتشمل:
- الشعور بالإرهاق العام أو الضعف.
- شحوب البشرة أو دوخة عند الوقوف.
- ألم مستمر في منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
- تسارع نبضات القلب أو ضيق في التنفس.
هذه الأعراض قد تكون نتيجة فقدان دم كبير يؤدي إلى فقر الدم أو حتى نزيف حاد يستوجب التدخل السريع.
متى يجب زيارة الطبيب؟
لا يُنصح بتجاهل أعراض النزيف، ويجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان النزف كثيفًا أو مستمرًا لأيام طويلة.
- عند حدوث نزف غير مبرر بين الدورات.
- في حال حدوث نزيف بعد سن اليأس.
- إذا كان النزف مصحوبًا بألم حاد أو دوخة.
- عند ملاحظة جلطات دموية كبيرة أو تغير واضح في نمط الدورة المعتاد.
الأسباب المحتملة لنزيف الرحم
تتنوع الأسباب بين اضطرابات هرمونية ومشاكل عضوية، وأبرزها:
- اضطرابات التبويض، خاصة في مرحلة البلوغ أو ما قبل انقطاع الطمث.
- الأورام الليفية في الرحم.
- متلازمة تكيس المبايض.
- مشاكل في تخثر الدم.
- استخدام موانع الحمل الهرمونية أو اللولب.
- الضغط النفسي الشديد أو التغير المفاجئ في الوزن.
- حالات نادرة مثل سرطان الرحم أو عنق الرحم.
كيف يُعالج نزيف الرحم؟
يعتمد اختيار العلاج على السبب، وحالة المريضة، وشدة النزيف. إليك أبرز طرق العلاج:
1. العلاج بالأدوية
- حبوب منع الحمل لتنظيم الهرمونات والسيطرة على النزيف.
- هرمون البروجستيرون في حال فرط نمو بطانة الرحم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين لتقليل الدم وتخفيف الألم.
- مضادات التخثر إذا كان السبب متعلقًا بخلل في تجلط الدم.
- مكملات الحديد لعلاج فقر الدم المصاحب للنزيف المستمر.
2. التدخلات الطبية غير الجراحية
- الكحت الرحمي (D&C): يُستخدم لتنظيف بطانة الرحم ووقف النزيف.
- اللولب الهرموني: يُفرز هرمون البروجستيرون داخل الرحم ويُساعد في تقليل النزيف على المدى الطويل.
3. العلاج الجراحي
يُوصى به إذا فشلت الخيارات الأخرى أو في حالات وجود أورام:
- استئصال الأورام الليفية إذا كانت السبب المباشر للنزيف.
- استئصال بطانة الرحم للنساء اللاتي لا يُخططن للحمل.
- استئصال الرحم الكامل في الحالات المعقدة أو الخطيرة مثل الأورام السرطانية.
4. تعديل نمط الحياة
يُوصى ببعض التغييرات التي تدعم العلاج الطبي مثل:
- الحفاظ على وزن صحي.
- تقليل التوتر والضغوط النفسية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لمراقبة الحالة.
الخلاصة
نزيف الرحم ليس دائمًا علامة خطيرة، لكنه لا يجب أن يُهمل. إذا لاحظتِ تغييرات في نمط دورتك أو أعراضًا غير معتادة، فلا تترددي في مراجعة الطبيب. الكشف المبكر يُساعد في تحديد السبب والعلاج المناسب، ويمنع تفاقم الحالة أو التأثير على خصوبتك وصحتك العامة.
قد يهمك: فحص مخزون المبيض.
المراجع: