هرمون الحمل، المعروف طبيًا باسم hCG (Human Chorionic Gonadotropin)، يُفرز عادةً بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، ويُعتبر مؤشرًا رئيسيًا على بدء الحمل. ترتفع نسبته بشكل سريع خلال الأسابيع الأولى، وهو ما تعتمد عليه اختبارات الحمل المنزلية والمخبرية.
لكن في بعض الحالات، قد تُظهر التحاليل نتيجة إيجابية لهرمون الحمل دون وجود حمل حقيقي. وهي ناتجة عن عدة أسباب طبية أو تقنية، بعضها بسيط ولا يدعو للقلق، وبعضها يتطلب متابعة طبية دقيقة.
خلل في اختبار الحمل
قبل التعمق في الأسباب المرضية، يجب الانتباه إلى أن بعض النتائج الإيجابية الخاطئة تكون ناتجة عن مشاكل في أدوات الاختبار نفسها أو طريقة استخدامها، مثل:
- انتهاء صلاحية شريط الاختبار: قد يؤدي استخدام اختبار منتهي الصلاحية إلى نتائج غير دقيقة، سواء إيجابية أو سلبية.
- عدم اتباع التعليمات بشكل صحيح: تجاهل الوقت المحدد لقراءة النتيجة قد يُنتج ما يسمى بـ”خط التبخر”، وهو أثر يشبه الخط الإيجابي لكنه لا يشير إلى حمل فعلي.
تكيس المبايض
في بعض حالات تكيسات المبيض، وخاصة الأكياس الوظيفية، قد تفرز المبايض كميات صغيرة من هرمون hCG، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية غير دقيقة في اختبارات الحمل.
أورام تفرز hCG
بعض الأورام النادرة قد تُنتج هرمون الحمل ضمن نشاطها الخلوي، ومن أهمها:
- الورم الأرومي الغاذي الحملي (Gestational Trophoblastic Disease)، مثل الحمل العنقودي، وهو نمو غير طبيعي لأنسجة المشيمة.
في هذه الحالات. لا يكون hCG مجرد عرض عابر، بل يُعد مؤشرًا على وجود ورم يتطلب فحوصات دقيقة مثل التصوير والتحاليل المخبرية المتقدمة.
بقايا حمل سابق
بعد الإجهاض أو تنظيف الرحم، قد تبقى أجزاء صغيرة من أنسجة الحمل داخل الرحم. هذه الأنسجة يمكن أن تستمر في إفراز هرمون hCG لفترة قصيرة بعد انتهاء الحمل، ما يؤدي إلى ظهور نتيجة إيجابية رغم عدم وجود حمل نشط.
الحمل خارج الرحم
يُعرف الحمل خارج الرحم، أو ما يُسمى أحيانًا الحمل المهاجر، بأنه انغراس البويضة المخصبة في موقع خارج تجويف الرحم الطبيعي. ويحدث هذا غالبًا في قناة فالوب، وهي الممر الذي يربط بين المبيض والرحم، لكنه قد يحدث أيضًا في أماكن أخرى نادرة مثل المبيض، أو عنق الرحم، أو حتى التجويف البطني.
هذا النوع من الحمل غير قابل للاستمرار. ورغم أن هرمون الحمل (hCG) يرتفع كما في الحمل الطبيعي، إلا أن البويضة المخصبة تبدأ في النمو في مكان غير ملائم، مما يضغط على الأنسجة المحيطة. وفي حال استمر الحمل دون اكتشاف، يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأنسجة وحدوث نزيف داخلي خطير يُهدد حياة الأم، ويستدعي التدخل الطبي العاجل.
الحمل العنقودي
أما الحمل العنقودي، فهو حالة غير طبيعية تحدث في بدايات الحمل، حيث تنمو أنسجة المشيمة بشكل غير طبيعي داخل الرحم، مكونة ورمًا حميدًا مليئًا بالأكياس بدلاً من تطور حمل سليم. في هذا النوع، لا يتكون جنين فعلي أو تكون خلاياه غير مكتملة.
وينتهي الحمل العنقودي دائمًا بالإجهاض، ويجب التعامل معه بجدية. إذ أن ترك الأنسجة دون علاج قد يؤدي إلى تحولها إلى ورم سرطاني نادر داخل الرحم. لذلك، من الضروري إزالة النسيج بالكامل ومتابعة مستويات هرمون hCG بعد العلاج للتأكد من زوال الخطر.
استخدام أدوية الخصوبة
تُستخدم الابرة التفجيرية أو حقنة هرمون الحمل HCG ضمن بروتوكولات علاج العقم لتحفيز التبويض. وإذا تم إجراء اختبار الحمل بعد وقت قصير من أخذ هذه الحقن، فقد تظهر النتيجة إيجابية غير دقيقة.
أمراض الكلى
تلعب الكلى دورًا في التخلص من الهرمونات الزائدة، بما في ذلك هرمون hCG. وفي حالات القصور الكلوي أو ضعف وظائف الكلى، قد يبقى الهرمون في الجسم لفترة أطول من الطبيعي، ما يؤدي إلى نتائج اختبار غير دقيقة.
كما قد تُسبب بعض أمراض الكلى أعراضًا تشبه علامات الحمل المبكر، مثل التعب أو الغثيان، مما يزيد من صعوبة التمييز دون فحص معمّق. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض الأدوية المرتبطة بعلاج الكلى على نتائج التحاليل.
خلاصة
رغم أن هرمون الحمل يُعد مؤشرًا موثوقًا للحمل، فإن ارتفاعه في بعض الحالات لا يعني وجود حمل مؤكد. وقد يكون ناتجًا عن أسباب بسيطة مثل خطأ في إجراء التحليل، أو أسباب طبية تتطلب تشخيصًا دقيقًا. لذلك، عند الشك أو ظهور نتيجة غير متوقعة. يُنصح دائمًا بإعادة الفحص تحت إشراف طبي ومتابعة السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع.
قد يهمك: انسداد قناة فالوب وتأثيره على الحمل
المراجع: