يُعرف هبوط المشيمة طبيًا باسم “المشيمة المنزاحة” (Placenta Previa)، وهي حالة تحدث عندما تلتصق المشيمة في الجزء السفلي من الرحم بحيث تغطي عنق الرحم كليًا أو جزئيًا، وهو الفتحة التي يخرج منها الجنين عند الولادة.
هذه الحالة تُعد من الحالات التي تتطلب مراقبة طبية دقيقة خلال الحمل، نظرًا لاحتمالية تسببها بمضاعفات تؤثر على كل من الأم والجنين.
الأسباب الشائعة لهبوط المشيمة
رغم أن السبب الدقيق لهبوط المشيمة قد لا يكون معروفًا دائمًا، فإن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها، ومن أبرزها:
1. تاريخ سابق لجراحات في الرحم
النساء اللواتي خضعن في السابق لعمليات قيصرية، أو لجراحات مثل إزالة الأورام الليفية أو تنظيف الرحم (الكحت)، يكن أكثر عرضة لهبوط المشيمة، بسبب التغيرات في بطانة الرحم أو تكون ندبات تؤثر على موضع انغراس المشيمة.
2. الحمل بتوأم أو أكثر
في حالات الحمل المتعدد، يكون الرحم أكثر تمددًا، مما قد يدفع المشيمة للانغراس في موقع منخفض لتوفير التروية الدموية الكافية لأكثر من جنين.
3. كِبَر حجم المشيمة
عندما تكون المشيمة أكبر من الحجم المعتاد، قد تمتد باتجاه الجزء السفلي من الرحم لتغطية مساحة أكبر، ما يزيد احتمال تغطيتها لعنق الرحم.
4. الحمل بعد سن 35
النساء الحوامل في عمر متقدم، خاصة بعد سن 35 عامًا، يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بهبوط المشيمة، نتيجة التغيرات في طبيعة الرحم والأوعية الدموية مع التقدم في العمر.
5. التدخين
التدخين أثناء الحمل يُعد من العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة المشيمة ومكان انغراسها، حيث تشير الدراسات إلى ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة.
6. وجود هبوط مشيمة سابق
إذا كانت الحامل قد عانت من المشيمة المنزاحة في حمل سابق، فإن احتمالية تكرار الحالة في الحمل التالي تكون أعلى.
7. بطانة رحم غير طبيعية
أي تغيّرات أو اضطرابات في بطانة الرحم، سواء بسبب التهابات سابقة أو عمليات جراحية، قد تؤدي إلى انغراس المشيمة في مكان غير طبيعي داخل الرحم.
8. تعدد مرات الحمل
كلما زادت عدد مرات الحمل والولادة (خاصة أكثر من ثلاث أو أربع مرات)، زادت معها فرص التغيرات في بنية الرحم، ما قد يزيد من خطر هبوط المشيمة.
هل يمكن الوقاية من هبوط المشيمة؟
رغم عدم وجود وسيلة مؤكدة للوقاية من هذه الحالة، فإن هناك بعض الإجراءات التي قد تقلل من عوامل الخطر، مثل:
- تجنب التدخين تمامًا خلال الحمل.
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص.
- الالتزام بإجراء فحوصات السونار في مواعيدها للكشف المبكر عن الحالة.
- إبلاغ الطبيب بأي أعراض غير طبيعية مثل النزيف أو ألم البطن.
كيف يتم التعامل مع هبوط المشيمة؟
تعتمد خطة العلاج على درجة الانزياح، ومرحلة الحمل، وحالة الأم، وشدة الأعراض المصاحبة. في معظم الحالات، يتم اتباع أساليب غير جراحية ما لم تكن هناك مضاعفات تتطلب تدخلاً مباشرًا.
1. الراحة وتقليل النشاط
إذا لم يصاحب الحالة نزيف حاد، يُنصح الحامل بتقليل النشاط البدني وتجنب الأعمال الشاقة، وأحيانًا يُوصى بالراحة التامة، خاصة عند تكرار النزيف.
2. الامتناع عن العلاقة الحميمة
العلاقة الزوجية قد تؤدي إلى تحفيز انقباضات الرحم أو نزيف، لذلك يُنصح بتجنبها طوال فترة استمرار الحالة.
3. المتابعة الطبية الدقيقة
يتم استخدام الموجات فوق الصوتية بانتظام لمراقبة وضع المشيمة، حيث يمكن أن “تصعد” تلقائيًا مع نمو الرحم، ويحدث ذلك غالبًا في الثلث الثاني من الحمل.
4. التوجه للمستشفى في حال النزيف
إذا تعرضت الحامل لنزيف مهبلي شديد، قد تحتاج إلى دخول المستشفى لمراقبة الحالة عن كثب، وقد تُعطى سوائل أو تُنقل دم إذا لزم الأمر.
5. الولادة القيصرية
في حال استمر هبوط المشيمة حتى نهاية الحمل، خاصة إذا كانت تغطي عنق الرحم بالكامل، تكون الولادة القيصرية الخيار الآمن لتفادي خطر النزيف أثناء الولادة.
6. حقن الكورتيزون لتسريع نمو رئة الجنين
إذا كان هناك احتمال للولادة المبكرة، تُعطى الحامل حقن الكورتيزون لتحفيز نمو رئة الجنين، ما يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة.
نصائح للتعامل مع هبوط المشيمة
- التزمي بجميع تعليمات الطبيب بدقة.
- راقبي أي أعراض غير معتادة، خاصة النزيف أو آلام البطن.
- أبلغي الطبيب فورًا عند ظهور أي أعراض جديدة.
- التزمي بجميع الفحوصات الدورية لتقييم تطوّر الحالة.
خلاصة
هبوط المشيمة من الحالات التي تستدعي المتابعة الدقيقة، لكن مع الكشف المبكر والالتزام بالتوصيات الطبية، يمكن التحكم بها وتجنب مضاعفاتها. المتابعة المنتظمة أثناء الحمل تبقى الوسيلة الأهم لحماية صحتك وصحة جنينك، وضمان ولادة آمنة في الوقت المناسب.
قد يهمك: سرطان عنق الرحم.
المراجع: