يُعد سلس البول هو أحد المشكلات الشائعة التي قد تواجهها العديد من النساء أثناء الحمل، خاصة في الثلث الثالث. حيثُ تشير الدراسات إلى أن حوالي 40% من النساء الحوامل قد تعانين من هذه الحالة.
قد تؤدي التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم خلال الحمل إلى حدوث سلس البول
والذي يتمثّل في حدوث تسرب غير إرادي للبول. ورغم أن هذه المشكلة قد تكون مزعجة ومحرجة للبعض، إلا أنها عادًة ما تكون مؤقتة وتختفي بعد الولادة.
أسباب سلس البول خلال الحمل
في البداية نوضح بأن سلس البول الإجهادي هو النوع الأكثر شيوعًا الذي قد يؤثر على النساء أثناء فترة الحمل. ففي هذه الحالة يحدث تسرب البول عادًة في الحالات التالية:
- العطس.
- السعال.
- الضحك.
- ممارسة الأنشطة البدنية مثل المشي وغيره.
أما عن الأسباب الشائعة لسلس البول خلال الحمل فهي تتضمن:
زيادة الضغط على المثانة
مع نمو الجنين، يزداد حجم الرحم مما يضغط على المثانة ويقلل من المساحة المتاحة لتخزين البول. هذا الضغط يمكن أن يتسبب في تسرب البول عند السعال أو العطس أو الضحك.
كما أن زيادة الوزن أثناء الحمل يزيد من الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول أثناء الأنشطة اليومية.
ضعف عضلات قاع الحوض
الحمل يضع ضغطًا إضافيًا على عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة. مع مرور الوقت، قد تضعف هذه العضلات، مما يجعل التحكم في التبول أمرًا صعبًا.
التغيرات الهرمونية
يحدث تغير ملحوظ في مستويات الهرمونات، خاصة هرمون البروجسترون، الذي يسبب استرخاء العضلات، بما في ذلك عضلات المثانة والممرات البولية، ما يقلل من قدرة الجسم على التحكم في التبول.
الولادة السابقة
النساء اللواتي أنجبن سابقًا قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسلس البول، بسبب التأثيرات التي قد تلحق بالأنسجة والعضلات في منطقة الحوض نتيجة للولادة.
التغيرات في تدفق الدم
يؤدي الحمل إلى زيادة حجم الدم في الجسم، ما يعزز إنتاج البول. هذا التغيير في تدفق الدم يمكن أن يزيد من الضغط على المثانة ويسبب الشعور بالحاجة المتكررة للتبول.
التهابات المسالك البولية
فقد وجد بأن 30-40% من النساء اللاتي لم تعالجن التهاب المسالك البولية بشكلٍ صحيح وكامل قد تعانين من أعراضه وأحدها هو سلس البول.
علاج سلس البول خلال الحمل
تبدأ خيارات علاج سلس البول أثناء الحمل عادةً بتعديل نمط الحياة وإدارة المثانة. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في إدارة هذه الحالة:
ممارسة تمارين كيجل
تمارين كيجل تهدف إلى تقوية عضلات قاع الحوض. وهي تمارين آمنة وفعّالة قبل وأثناء وبعد الحمل. لممارسة هذه التمارين، ركزي على العضلات التي تستخدمينها أثناء حبس البول، واضغطي عليها لمدة عشر ثوانٍ ثم استرخي. ينصح بممارسة خمس مجموعات من هذه التمارين يوميًا.
اقرأ أيضًا: العملية القيصرية: كل ما يهمك
تتبع مواعيد التبول
يمكنك تتبع الأوقات التي تحدث فيها تسرب البول لتحديد أوقات معينة لتبول بشكل أفضل. هذه الخطوة تمثل البداية لإعادة تدريب المثانة، وهو تمرين يساعد على زيادة الوقت بين مرات التبول وتعليم المثانة حبس المزيد من البول.
تجنب المشروبات الغازية والمحتوية على الكافيين
من الأفضل تجنب المشروبات الغازية والقهوة والشاي، لأنها قد تزيد من الرغبة في الذهاب إلى المرحاض بشكل متكرر. استبدلي هذه المشروبات بالماء أو المشروبات الخالية من الكافيين.
تقليل تناول السوائل في المساء
حاولي تقليل شرب السوائل في المساء لتفادي الحاجة المتكررة للذهاب إلى الحمام خلال الليل والتسرب.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف يساعد في تجنب الإمساك، والذي يمكن أن يضغط على عضلات قاع الحوض ويزيد من مشكلات سلس البول.
الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد، خاصة في منطقة البطن، يزيد من الضغط على المثانة. لذلك فإن فقدان الوزن بعد الحمل قد يساعد في تخفيف أعراض سلس البول.
في حين أن الأدوية والجراحة قد تكون خيارات علاجية أخرى، إلا أنه من الأفضل عادةً تأجيلها إلى ما بعد الحمل.
قبل إجراء أي تغييرات كبيرة، من الأفضل مناقشة ذلك مع طبيبك للتأكد من أن ما تقومين به هو الأنسب لك ولطفلك.
المراجع:
- Marcin, A. (2017b, February 22). Pregnancy incontinence: why it happens and what to do. Healthline. https://www.healthline.com/health/pregnancy/urinary-incontinence#treatment
- O’Connor, A., & O’Connor, A. (2022, December 2). Controlling your bladder during pregnancy (Urinary incontinence). What to Expect. https://www.whattoexpect.com/pregnancy/symptoms-and-solutions/urinary-incontinence.aspx