سرطان عنق الرحم

اعراض سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم (Cervical cancer)، هو نمو خلايا غير طبيعية وبشكلٍ غير مسيطر عليه في بطانة عنق الرحم، وفي الواقع  يعتبر سرطان الخلايا الحرشفية، هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان عنق الرحم، فهو يمثل حوالي 70 % من الحالات.[1]

يُمكن أن يسبب النوع من السرطان العديد من الأعراض، والتي سيذكرها لنا الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم في هذا المقال.

اعراض سرطان عنق الرحم

قد لا يُسبب سرطان عنق الرحم أي أعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع تطوره يُمكن أن يؤدي إلى ما يلي:[2]

  • نزيف مهبلي خاصًة بعد الجماع، أو بين الدورات الشهرية، أو بعد سن اليأس.
  • غزارة الدورة الشهرية، واستمرارها لفترة طويلة أكثر من المعتاد.
  • إفرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون ثقيلة ولها رائحة كريهة.
  • ألم في الحوض أو ألم أثناء الجماع.

لا يُمكن الاعتماد على هذه الأعراض فقط لتشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم، فهي قد تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى غير خطيرة، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور هذه الأعراض للحصول على التشخيص الصحيح.

كيف يقوم الطبيب بتشخيص سرطان عنق الرحم

بعد تقييم الأعراض وأخذ التاريخ الطبي، يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات وهي:

التنظير المهبلي مع الخزعة

ويتضمن هذا الفحص استخدام أنبوب رفيع ومرن يُسمى بالمنظار يحتوي في نهايته على كاميرا صغيرة، يتم تمريره عبر المهبل باتجاه عنق الرحم.[1]

في حال وجد الطبيب أي تغيرات غير طبيعية ,مشبوهة، فعادة ما يأخذ عينة صغيرة من الأنسجة (خزعة) من سطح عنق الرحم لفحصها تحت المجهر، والتأكد من نوع هذه الخلايا.[1]

الاستئصال الجراحي بالعروة السلكية الكهربائية

 خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإعطاء مخدر موضعي وأخذ عينة صغيرة من الأنسجة  بواسطة سلك كهربائي رفيع، ثم يتم إرسال العينة إلى المختبر لدراستها.[2]

الخزعة المخروطية

أو ما تُسمى أيضًا بالاستئصال المخروطي، وهي إجراء يُتيح للطبيب أخذ عينات أكثر عمقًا من خلايا عنق الرحم لاختبارها.[2]

فحوصات أخرى لتشخيص سرطان عنق الرحم

إذا أكدّت الفحوصات السابقة الإصابة بسرطان عنق الرحم، فعادًة ما يوصي الطبيب بفحوصات أخرى للتأكد من أنّ السرطان لم ينتشر لأجزاء أخرى من الجسم، ومنها:[3]

  • دراسات وظائف الكبد والكلى.
  • اختبارات الدم والبول.
  • الأشعة السينية للمثانة والمستقيم والأمعاء وتجويف البطن.

اقرأ أيضًا: الألياف الرحمية.

الأسباب

يمكن أن تسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) سرطان عنق الرحم، حيثُ تصل حالات سرطان عنق الرحم الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس إلى حوالي أكثر من 99%.[6]

عوامل الخطورة

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة ومنها:[6]

التدخين

حيثُ تُعد النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بمقدار الضعف مقارنة بالنساء غير المدخنات.

الاستخدام طويل الأمد لوسائل منع الحمل عن طريق الفم

يزداد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي يتناولن وسائل منع الحمل عن طريق الفم على مدى عدة سنوات.

ومع ذلك، تظهر الأبحاث أنه بعد عدة سنوات من التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم، يعود مستوى الخطر إلى وضعه الطبيعي.

علاج سرطان عنق الرحم

في الواقع يعتبر سرطان عنق الرحم قابلًا للعلاج، وعادًة ما يعتمد العلاج على عدة عوامل أهمّها:[4]

  • حجم ونوع سرطان عنق الرحم.
  • موقع السرطان.
  • إذا انتشر أم لا.
  • الصحة العامة للمرأة.

وتشمل الخيارات المتوفرة ما يلي:[4]

الجراحة لاستئصال سرطان عنق الرحم

غالبًا ما تكون الجراحة هي العلاج الرئيسي لهذه الحالة، خاصة إذا تم اكتشاف السرطان مبكرًا، حيثُ يوجد العديد من العمليات الجراحية المستخدمة، ومنها:

  • جزء من عنق الرحم: قد يوصى بهذا الإجراء فقط إذا كان السرطان صغيرًا جدًا.
  • عنق الرحم والجزء العلوي من المهبل: هنا لا تتم إزالة الرحم، لذلك من الممكن الحمل في المستقبل
  • استئصال الرحم: يمكن أن يشمل أيضًا إزالة المبيضين وقناتي فالوب.
  • إزالة الرحم والمبيضين وقناتي فالوب وكل أو أجزاء من المثانة أو الأمعاء أو المهبل أو المستقيم: يوصى بها فقط في حالة عودة السرطان وعدم إمكانية استخدام علاج الآخر.

يمكن أن يستغرق التعافي من هذه العمليات الجراحية وقتًا طويلاً اعتمادًا على الجراحة. 

العلاج الكيميائي

يتضمن استخدام أدوية لقتل الخلايا السرطانية، وقد يوصى به كما يلي:

  • إلى جانب العلاج الإشعاعي.
  • قبل الجراحة للمساعدة في تقليل حجم السرطان.
  • بعد الجراحة للمساعدة في منع عودة السرطان.
  • إذا كان السرطان في مرحلة متقدمة، أو عاد أو إذا انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج الإشعاعي

يتم خلاله استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، و يمكن إعطاء العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان عنق الرحم من خارج أو داخل الجسم.

وقد يوصى به في الحالات التالية:

  • كعلاج رئيسي إذا كان السرطان كبيرًا أو منتشرًا
  • بعد الجراحة، عادة مع العلاج الكيميائي، للمساعدة في منع عودة السرطان.
  • للمساعدة في السيطرة على بعض الأعراض، مثل النزيف.

العلاج الموجه

يستخدم العلاج الموجه مجموعة متنوعة من الأدوية التي قد يتم تناول بعضها على شكل حبوب، لمهاجمة البروتينات الموجودة على خلايا السرطان لقتل هذه الخلايا أو إبطاء نموها.[5]

العلاج المناعي

تعمل أدوية العلاج المناعي على تعزيز جهاز المناعة حتى يتمكن من تدمير الخلايا السرطانية بشكل أفضل.[5]

عادًة ما يوصى بهذا العلاج إذا لم ينجح العلاج الكيميائي أو إذا انتشر السرطان، وقد يتلقاه المريض من خلال الوريد كل 3 أسابيع.[5]

نصائح عامّة لتخفيف الأعراض أثناء تلقي العلاج

هناك أشياء معينة يمكن أن تُساعد على تخفيف الضغوط الجسدية والنفسية الناجمة عن سرطان عنق الرحم وعلاجه،  وتشمل ما يلي:[5]

  • التغذية الجيدة والحصول على ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتين، وذلك لتعزيز الطاقة، وزيادة القدرة على التعامل مع العلاج بشكل أفضل. 
  • ممارسة نشاطًا بدنيًا معتدلًا للحفاظ على مستوى الطاقة.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة أثناء الليل، كما يُمكن أخذ قيلولة عند الحاجة لذلك.
  • الإقلاع عن التدخين.

هل يُمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟

أجل، يمكن الوقاية من هذا المرض، وذلك من خلال:

  • إجراء فحص منتظم باستخدام اختبار عنق الرحم أو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
  • الحصول على لقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، حيثُ يكون التطعيم أكثر فعالية قبل أن يصبح الشخص نشطًا جنسيًا.
  • استخدام الواقي الذكري أثناء الجماع.

سرطان عنق الرحم يعتبر من الأمراض القابلة للعلاج خاصًة إذا تم تشخيصه في مراحله، ويمكن أن تكون الاعراض غير واضحة في المراحل الأولى، لذا يجب على النساء الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية والتحدث مع الطبيب بشأن أي قلق قد يكون لديهن.

اقرأ أيضًا: تطعيم ضد سرطان عنق الرحم (الفيروس الحليمي البشري)

المصادر:

  1. Cervical cancer | Causes, Symptoms & Treatments. (n.d.). Cancer Council. https://www.cancer.org.au/cancer-information/types-of-cancer/cervical-cancer
  2. Cervical cancer – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, September 2). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cervical-cancer/symptoms-causes/syc-20352501
  3. Professional, C. C. M. (n.d.). Cervical Cancer. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12216-cervical-cancer#diagnosis-and-tests
  4. Website, N. (2021, November 18). Treatment. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/cervical-cancer/treatment/
  5. Cervical Cancer. (2006, December 31). WebMD. https://www.webmd.com/cancer/cervical-cancer/cervical-cancer#1-10
  6. Cervical Cancer. (2023, April 14). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/cervical-cancer
  7. Watson, S. (2023, December 22). Everything You Need to Know About Cervical Cancer. Healthline. https://www.healthline.com/health/cervical-cancer#prevention