متلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض

تعد متلازمة تكيس المبايض إحدى المشكلات الصحية الشائعة عند الإناث، إذ تؤثر فيما نسبته 8-13% من النساء خلال سنوات الإنجاب، والجدير ذكره أنّ هناك ما نسبته 70% من النساء المُصابات بتكيس المبايض لم يتم تشخيصهنّ، وتتمثل هذه الحالة بحدوث اضطراب في بعض الهرمونات الجنسية، الأمر الذي يُسبب أعراض عدة، ولكن ما أسبابها؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها، هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور فراس الكركي اخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم في هذا المقال. [1]

متلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني يتمثل بإنتاج المبيضان مستويات عالية من الهرمونات الجنسية الذكرية المعروفة بـ الأندروجينات، وهذا بحد ذاته يؤثر في قدرة المبيض على إطلاق البويضات (عملية الإباضة)، مما يتسبب بتطور أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل على المبيض، ومن الجدير ذكره أنّ اضطراب مستويات الهرمونات وحده كافٍ لتأكيد الحالة مع وجود أعراض، فلا يلزم أن يُثبت فحص السونار وجود تكيسات على المبيض لتأكيد تشخيص الحالة، ولا يُعد تكيس المبايض حالة خطيرة. [2]

أسباب متلازمة تكيس المبايض

حقيقةً؛ لا يوجد سبب معين واضح للإصابة بتكيّس المبايض، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي: [2] [3]

ارتفاع مستويات الأندروجينات (Hyperandrogenism)

فتكون مستويات هرمونات الأندروجين (هرمونات الذكورة) أعلى من الطبيعي لدى النساء المُصابات بتكيس المبايض، وهذا يُضعف القدرة على إطلاق البويضات ويُسبب دورات شهرية غير منتظمة، إلى جانب ظهور الأعراض الأخرى لمتلازمة تكيس المبايض.

مقاومة الأنسولين (Insulin Resistance)

يقوم البنكرياس بإفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الجسم باعتباره مزوّد الطاقة الرئيسي، ولكن في حالات الإصابة بمقاومة الأنسولين فإن الجسم لا يكون قادرًا على الاستجابة لهذا الهرمون كما ينبغي، لذا فإنّ مستوى السكر في الدم سيرتفع؛ الأمر الذي سيزيد من نسبة الإنسولين في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الذكورة، ويترتب على ذلك أعراض عدة؛ من أبرزها: زيادة الشهية والوزن.

التهاب مزمن منخفض الدرجة

تميل مريضات متلازمة تكيس المبايض إلى الإصابة بالتهاب مزمن ذو درجة منخفضة، وهذا قد يكون سببًا لهذا الاضطراب الهرموني في الجسم، والجدير ذكره أنه يمكن الكشف عن وجود التهاب ومعرفة شدته من خلال إجراء اختبارات الدم التي تقيس مستويات بروتين سي التفاعلي (CRP) وخلايا الدم البيضاء.

يوجد العديد من العوامل التي يزيد وجودها من احتمالية الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، ونذكر منها ما يلي: [4]

  • العامل الوراثي: إذ إنّ إصابة إحدى المقربات من الدرجة الأولى بمتلازمة تكيّس المبايض يجعل الأنثى أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
  • العمر: إذ تكون الفتيات في السنوات الإنجابية هنّ الأكثر عرضة لأن تظهر لديهنّ هذه المشكلة.
  • عوامل مرتبطة بنمط الحياة: وتتضمن السمنة، والحياة الخاملة دون ممارسة الأنشطة البدنية، واتباع نظام غذائي غير صحي.

أعراض متلازمة تكيس المبايض

تسبب الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض مجموعة من العلامات والأعراض، والتي نذكر منها ما يأتي: [5] [6]

  • غياب الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها.
  • ظهور الشعر الزائد على أماكن من الجسم بشكلٍ غير طبيعي؛ كالصدر، أو البطن، أو الظهر.
  • زيادة الوزن؛ خاصة في منطقة البطن.
  • ظهور حب الشباب، أو البشرة الدهنية.
  • تساقط الشعر.
  • مشاكل في الإنجاب أو العقم.
  • ظهور بقع جلدية داكنة وسميكة، وغالبًا ما تظهر في مناطق معينة من الجسم؛ تحديدًا: الإبطين، وتحت الثديين، أو مؤخرة الرقبة.
  • ظهور زوائد جلدية على الرقبة أو الإبطين.
  • التغيرات المزاجية.
  • ألم الحوض.

تشخيص متلازمة تكيّس المبايض

يتم تأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض في حال ثبت وجود اثنين من المعايير التالية: [7]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها، والذي يُشير إلى عدم حدوث الإباضة بشكلٍ دوري وصحيح.
  • ارتفاع مستويات الأندروجين عند إجراء فحص الدم، أو ظهور أعراض تشير إلى ذلك؛ ومنها: حب الشباب وزيادة نمو شعر الجسم.
  • ظهور عدة أكياس صغيرة على المبيضين عند إجراء فحص السونار.

علاج متلازمة تكيس المبايض

تختلف الخطة العلاجية لمتلازمة تكيس المبايض باختلاف الحالة، وقد تتضمن الخطة ما يلي: [8] [9]

إجراء تغييرات على نمط الحياة

بما في ذلك:

  • تقليل الوزن الزائد في حالات السمنة.
  • ممارسة الرياضة بنحو 30 دقيقة يوميًا بما لا يقل عن 5 أيام أسبوعيًا.
  • اتباع نمط غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه، مع التقليل من الأطعمة الدهنية والمصنّعة والجاهزة.

العلاجات الدوائية

والتي قد تتضمن ما يلي:

  • ميتفورمين أو جلوكوفاج (Metformin): والذي يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، ولكنه يوصف لتخفيف مشكلة مقاومة هرمون الأنسولين في حالات تكيس المبايض.
  • حبوب منع الحمل الفموية: والتي تساهم في تقليل إنتاج الأندروجينات وتنظيم الدورة الشهرية.
  • كلوميد أو كلوميفين (Clomifene): ويوصف في حالات محاولة الحمل بهدف تحفيز حدوث الإباضة وإنتاج البويضات، مما يُعزز القدرة على الحمل.
  • ليتروزول (Letrozole): ويصفه الأطباء لتعزيز الخصوبة وحدوث الحمل؛ وذلك كبديل عن الكلوميد في حال وجود موانع تمنع استخدامه.

الجراحة

وتكون خيارًا في حال لم تنجح العلاجات السابقة في تخفيف الحالة؛ ومن أبرزها ما يُعرف بجراحة تثقيب المبيض بالمنظار (Laparoscopic ovarian drilling)؛ والذي يعتمد على إجراء ثقوب صغيرة بالمبيض باستخدام الليزر تدمير جزء من أنسجة المبيض التي تنتج الأندروجينات مما يُساهم في تعزيز القدرة على استعادة عملية الإباضة الطبيعية.

تقنيات المساعدة على الإنجاب

ويُلجأ لها في حال فشل جميع الخيارات السابقة مع رغبة الزوجين بوجود أطفال؛ خاصة في حال وجود مشاكل أخرى تحول دون حدوث الحمل بصورةٍ طبيعية، ومن أبرز التقنيات المستخدمة ما يلي:

  • أطفال الأنابيب (IVF).
  • الحقن المجهري (ICSI).
  • التلقيح داخل الرحم (IUI).

أسئلة شائعة

هل من الممكن حدوث حمل مع تكيس المبايض؟

نعم، فالعديد من النساء قد يحدث لها حمل طبيعي حتى مع وجود تكيس، والجدير ذكره أن شدة التكيس تلعب دورًا في التأثير في فرص الحمل، فإذا كان التكيس خفيفًا فإن فرص الحمل دون الاستعانة بتقنيات أخرى تكون أعلى من حالات التكيس الشديدة. [8]

هل يمكن التعافي التام من تكيس المبايض؟

لا، ففي الحقيقة إن تكيس المبايض هو عبارة عن متلازمة، بمعنى أنها تُلازم المرأة طيلة حياتها في أغلب الحالات، وحتى وإن تمت السيطرة على الحالة فإن ذلك لا يمنع عودة الأعراض مستقبلاً، لذا فيجب اتباع نهج حياة صحي للسيطرة عليها قدر الإمكان. [8]

لا تتردد في حجز موعدك لدى عيادة الدكتور فراس الكركي

المراجع:

  1. Polycystic ovary syndrome. (2023, June 28). https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/polycystic-ovary-syndrome
  2. Professional, C. C. M. (n.d.). Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8316-polycystic-ovary-syndrome-pcos
  3. Polycystic ovary syndrome (PCOS) – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, September 8). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/symptoms-causes/syc-20353439
  4. Risk Factors for PCOS: The Women’s Center: OB-GYNs. (n.d.). Douglas Gearity, M.D. https://www.wcorlando.com/blog/risk-factors-for-pcos
  5. Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). (2017, April 20). WebMD. https://www.webmd.com/women/what-is-pcos
  6. default – Stanford Medicine Children’s Health. (n.d.). https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=polycystic-ovarian-syndrome-pcos-85-P08334
  7. Diagnosing Polycystic Ovary Syndrome. (n.d.). NYU Langone Health. https://nyulangone.org/conditions/polycystic-ovary-syndrome/diagnosis
  8. Polycystic ovary syndrome | Office on Women’s Health. (n.d.). https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/polycystic-ovary-syndrome
  9. Polycystic ovary syndrome (PCOS) – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2022, September 8). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/diagnosis-treatment/drc-20353443
Tags: No tags

Comments are closed.