هل من الممكن حدوث حمل مع ارتفاع هرمون الحليب؟

هرمون الحليب

هرمون الحليب أو ما يُطلق عليه البرولاكتين (Prolactin)، هو أحد الهرمونات التي يتم إفرازها بشكلٍ أساسي بواسطة الغدة النخامية في الدماغ.

يلعب هرمون الحليب دورًا مهمًّا في إنتاج حليب الثدي خلال فترة الرضاعة الطبيعية، ولكن هل ارتفاع مستويات مستويات هذا الهرمون يؤثر على الحمل؟

سيوضح لنا الإجابة الدكتور فراس الكركي أخصائي الأمراض النسائية والتوليد وأطفال الأنابيب والعقم في هذا المقال.

هل يؤثر ارتفاع هرمون الحليب على القدرة على الحمل؟

أجل، يُمكن أن يؤثر ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين على الخصوبة لدى النساء عن طريق إعاقة عملية التبويض.

وذلك كما يلي:

توقف عملية الإباضة أو إبطائها

حيثُ وجد بأن المستويات العالية من البرولاكتين يُمكن أن توقف عملية الإباضة أو تبطئها، وبالتالي قد يطلق المبيضان بويضة بشكل متقطع أو لا يطلقان بويضة على الإطلاق.

وبالتالي إذا لم يتم إطلاق البويضة وفقًا للوضع الطبيعي، فلن يتمكن الأزواج من تحديد الوقت الأفضل للجماع وهذا يجعل الحمل الطبيعي صعبًا للغاية.

منع البويضة المخصبة من الانغراس في جدار الرحم

في بعض الحالات، قد لا تكون مستويات البرولاكتين مرتفعة بما يكفي لمنع الإباضة ولكنها قد تؤثر على إنتاج هرمون البروجسترون المسؤول عن سماكة جدار الرحم بعد الإباضة.

ويمكن للكميات المنخفضة من البروجسترون أن تمنع بطانة الرحم من أن تصبح سميكة كما ينبغي لتنغرس فيها البويضة المُخصبة لحدوث الرحم.

ونتيجة لذلك، حتى لو تم تخصيب البويضة، فلن تتاح لها الفرصة لتتطور إلى جنين.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

ترتفع مستويات هرمون الحليب بشكلٍ طبيعي خلال الحمل أو الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك، فإن 30% من النساء قد تُعانين من فرط البرولاكتين دون حمل أو رضاعة بدون سبب معروف.

ولكن بشكلٍ عام تشمل أسباب ارتفاع هرمون الحليب ما يلي:

  • الإجهاد النفسي.
  • قلة النوم.
  • ممارسة الرياضة بشكلٍ مفرط.
  • اتباع نظام غذائي غني بالبروتين أو الدهون.
  • أثر جانبي لبعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب، والقلق، أو حالات مماثلة.
  • أورام في الغدة النخامية.
  • القصور الكلوي.
  • التعرض لإصابة في جدار الصدر أو الحبل الشوكي.
  • قصور الغدة الكظرية.

اعراض ارتفاع مستويات هرمون الحليب

تشمل اعراض ارتفاع هرمون الحليب ما يلي:

  • صعوبة الحمل أو العقم.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • فقدان كثافة العظام.
  • جفاف المهبل.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • إفرازات من الثدي.
  • أو إفراز الحليب من الثدي في حالة عدم الرضاعة أو الحمل.
  • الهبات الساخنة.
  • ألم في الثديين.

طرق التشخيص

عادًة ما يتم الكشف عن ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم من خلال إجراء فحص الدم، وفي حال أظهرت النتائج ارتفاع نسبته، فعادة ما يتم إجراء المزيد من الاختبارات للتحقق من الهرمونات الأخرى بما في ذلك مستويات هرمون الغدة الدرقية وفحص الحمل.

كما سيطرح الطبيب العديد من الأسئلة حول التاريخ الطبي وقائمة مفصلة بالأدوية التي تتناولها المرأة، لأن بعضها يمكن أن يسبب ارتفاع هرمون الحليب.

أما في حالة الاشتباه في وجود ورم في الغدة النخامية، غالبًا ما يكون التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ والغدة النخامية هو الخطوة التالية. حيثُ يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يكشف عن ورم في الغدة النخامية ويظهر حجمه.

كيف يتم علاج ارتفاع نسبة البرولاكتين في الدم؟

يعتمد علاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم على مُسببه، وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع نسبة هرمون الحليب ولكن مع أعراض بسيطة أو معدومة لا يحتاجون إلى علاج في العادة.

ومن خيارات العلاج لارتفاع هرمون الحليب ما يلي:

أدوية ارتفاع هرمون الحليب

تُعد الأدوية المناهضة لمستقبلات الدوبامين، مثل: دواء البروموكريبتين (Bromocriptine) والكابيرجولين (Cabergoline)، أحد أكثر الخيارات الدوائية شيوعًا لعلاج ارتفاع هرمون الحليب.

عادًة ما تستخدم هذه الأدوية إذا كان الارتفاع ناجمًا عن الإصابة بالورم البرولاكتيني، إذ تسهُم في تقليل مستويات البرولاكتين وتقليص حجم الورم، وعادًة ما توصف لمدة عامين أو أكثر.

ونظرًا لآثارها الجانبية يقوم الطبيب بزيادة الجرعة بشكلٍ تدريجي حتى تصبح مستويات البرولاكتين طبيعية.

الجراحة

إذا لم ينجح الدواء في تقليص الورم فهنا قد يكون حاجة لإجراء جراحة لاستئصال الورم.

علاجات أخرى

هناك بعض الخيارات الأخرى التي قد يوصي بها الطبيب لعلاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم مثل:

  • العلاج الإشعاعي: نادرًا ما يتم استخدامه، ولكن قد يوصى به في الحالات التي لم تكن فيها الأدوية والجراحة فعالة.
  • العلاج الهرموني: يتضمن العلاج الهرموني هرمون الإستروجين، والذي يستخدم عادًة لعلاج ارتفاع البرولاكتين المرتبط بقصور الغدد التناسلية على المدى الطويل.
  • هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي: قد يوصف إذا كان ارتفاع البرولاكتين ناجمًا عن الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  • استبدال الأدوية التي تسبب ارتفاع الهرمون: في حال كان ارتفاع هرمون البرولاكتين ناجمًا عن استخدام الأدوية الموصوفة، هنا ينبغي استشارة الطبيب للبحث في إمكانية وصف أدوية بديلة أو تقليل جرعات الأدوية المستخدمة.

وفي الختام يوضح الدكتور فراس الكركي بأن ارتفاع هرمون الحليب قد يؤدي إلى صعوبة الحمل، وذلك لتأثيره على عملية التبويض. ولكن مع عودة مستوياته إلى الحد الطبيعي عند علاجه من قبل الطبيب يُمكن للمرأة الحمل بشكلٍ طبيعي.

المراجع:

  1. Fertility, N. I. (2021, August 25). How does prolactin may impact fertility? Nova IVF Fertility. https://www.novaivffertility.com/fertility-help/how-does-prolactin-may-impact-fertility#:~:text=Prolactin%20affects%20fertility%20in%20women,This%20can%20lead%20to%20infertility.
  2. Diaz-Garcia, C. (2023, December 7). High Prolactin and Infertility: How it could affect pregnancy. IVI UK. https://www.ivi.uk/blog/high-prolactin-and-infertility/
  3. Hyperprolactinemia (High prolactin levels). (n.d.). ReproductiveFacts.org. https://www.reproductivefacts.org/news-and-publications/fact-sheets-and-infographics/hyperprolactinemia-high-prolactin-levels/
  4. Mahtani, N. (2023, May 4). What is hyperprolactinemia, and can it affect your fertility? BabyCenter. https://www.babycenter.com/getting-pregnant/fertility/hyperprolactinemia-and-fertility_6189
  5. Galan, N., RN. (2024, January 19). Symptoms of high prolactin levels. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/what-is-prolactin-2616429#toc-high-prolactin-treatment
Tags: No tags

Comments are closed.